فانوسَاً من أصلِ حياة
يزرعُ فوقَ الحلمِ شُعاعاً
و يُخبِّر
أنَّ الأطفالَ سُتعمّر
و ستنجبُ شجرةٌ
مدرسَةً
و سينزلُ مطرٌ أحمر
فوقَ سطوحِ الجيران
كان ..
:
و كانَ ..
حصاناً
عن أفواهِ العالم
أوراقَ التّوتِ قد أسقَط
و لم يبقَ
سوى حريّةٍ بجميعِ الألوان
تجلبُ ثوراً بقرونِ الدّنيا
و تُنظّم
ثوراتٍ كُبرى و تعمّم
أنَّ السّيفَ المكسورَ
أبلغُ من حجرٍ
بالديموقراطيّة لا يفهم !
:
و خرجَتْ تحملُ مِصباحاً
لطريقٍ يغلبهُ الجوع
نارٌ و ظلامٌ و دخانٌ
و صراخٌ من شدّتهِ
مقطوع
و آذانٌ كُبرى تتفرّج
و تراقبُ من غيرِ حراك !
:
مريمُ تحملُ عيسى و تقولُ بصوتٍ مغبون
هذا العالمُ أصبحَ ثوراً
هذا العالمُ ريحٌ و ضباب
طِفلٌ يرضعُ لبنَ الموتِ
و موتٌ يقبعُ في الأثداء !
:
رِجلٌ يُمنى تتضخّم
و أخرى باللّهبِ تكشفُ
ما بقيَ على وجهِ الماء
و مصباحٌ من سقفِ الحريّة يتدلّى
يستبدلُ الشّمسَ بقنبلةٍ
و دفاعٌ مسفوكُ العِرضِ
يُنقِذُ نسراً
و يُكافئُ عصفوراً بالقتلِ !
:
اصرخ بالأبيَض و الأسود
قد قاومَ حجرٌ اعصار
و ربيعٌ يأتي رماديَاً
لا أعدادَ و لا أصفار
قتلى كالبحرِ و أكثَر
لا تكعيبَ و لا تجريد
قد فَكَّكنا طعمُ الذُّلّ !
.
.
* اللّوحة لبيكاسو تحملُ اسم جيرنيكا ,
و هيَ مدينةٌ صغيرة تمّ قصفها بالكامل من قِبَل القّوات الالمانيّة خلال الحرب الاسبانيّة الأهليّة عام 1937
حيثُ كانَت مجزرةً هزّت العالم , كما لم تفعل غزّة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق