الجمعة، 27 يونيو 2008

استسقاء !





حين صافحت أدمعي يداكَ لأوّل مرّة ,
نبتت في وجهكِ ألفُ غابةٍ عذراء اللهفة , ناضجةُ الحنين ..
أدهشني ذاك النّور المتسلّل بينِ شفتيك و هي تلثمُ شفتيّ المبللتان بالدّمع , دون أن نشعر..
يومها تسرّب إلى دمي بعضٌ منك , أصبحتُ أراكَ في وجهي , في يدي , و في صدري ..
أتحسسُ شفاهي بحثاً عنك , و أطالعُ وجنتيّ , لربّما كان هناكُ بعضٌ من عطرك , يشمّه النّاس فيكتشفون أنّك مغروسٌ بي ..

/

أتذكرُ يومَ علّمتني المشي على حافّة الفرح ,
و وقفتَ أمامي فاتحاً ذراعيك , تحثّني على أن أقفُ و أحرّك قدميّ ,
لأركضُ نحوَ صدركَ المطلِّ من بينِ أزرارِ قميصكِ المفتوح قصداً ؟
لا زلتُ أذكرُ كيفَ كانت ابتسامتُك تمسكُ بكتفيّ ..
و أذكرُ انّي تغلّبتُ على حزني , و على كرسيِّ الأمنياتِ المقهورة ..
و ركضتُ نحوك و في عينيّ لهفةٌ لاحتضانك , و عتبٌ لأنّك كنتَ تبتعدُ خطوةً خطوةً إلى الوراء .
كنتَ تريدني أن أتقنَ الفرح , و كنتُ اريدُ فقط الوصولَ إلى غاباتِ صدرك , و الارتماء في أحضانِ أوردتك .

/
حينَ أشتاقك , تطالعني صورتكَ في كلِّ مكان , على الأرصفةِ المهجورة , في خزائنِ الوحدة , و فوق جسورِ الغربة ..
و في أعمقِ أعمقِ أنفاقِ الأحلامِ النّائمةِ كشريدٍ هدّهُ التّعبُ فاستسلمَ لهُ ..

/

أنتَ .. يا كُلّي ..
طفولتي المسروقة .. فرحي المنسيّ .. آهاتي .. أنوثتي المرميّة على أطراف الواقع ..
وطني المنفيّ , صوتُ الرّغبة , و أمنياتُ النور ..
أتراكَ لا تسمعُ صوتَ رغبتي بك , كلّما التقت يدانا و أطلتَ أنتَ المصافحةَ , و استسلمتُ أنا لرغبتكَ بتجاهل عاشقة ؟
أتراكَ لا تقرأُ انفعالاتي , كلّما التقت عيناكَ بشفتيّ و رحتُ تمسحُ النّدى عن جبينكَ المشتعلِ و يتلعثمُ السؤالُ على شفتيك : كيفَ أنتِ ؟
أو ربّما تراقبُ صدري , يرتعشُ بالنّبضِ كلّما , اقتربت منّي ووضعتَ يديك على خصري , بحجّة دعوتكَ لي للرّقص على أنغام بحيرة البجع..
كلّ تلكَ الحرائقِ الّتي تتركها وراءكَ كلّما التقينا , كلُّ الأنوثةِ المتفتحة من بين أصابعك ...
كلّها تحكيني لكَ يا سيّد الفرحِ .. أمنيةٌ لا تتقنُ إلّاك .. و أغنيةً لا تعزفُ إلا لحنك .

/

أتراكَ ستحتضنني في لقاءنا القادم , كما تمنيّتَ دوماً و لم تفعل ؟
أتراكَ تتركني أرسمُ خطوطَ لهفتي على صدرك , و أضعُ أصابعي فوق شفتيكَ ,
لأمنعكَ من الهربِ من ارتباككَ أمامي , بقصيدةٍ حفظتَها عن ظهرِ فرحٍ , لتقولها أمامي , كلّما خانتكَ يداك ؟
..
سأردّد يا فرحي ..

أبجديّاتِ اللّقاء , حتّى تأتي فتحتضنُ أوصالي و تكتبني , قصيدتَك الأخيرة .




ليست هناك تعليقات: