الخميس، 5 يونيو 2008

عزفٌ ماطرٌ على قيثارةٍ دمشقيّة !






و لأنّي أحبّكِ ...

سأكتب اليوم بأحرفٍ من عوسج ..

وسأبكي بدموع من صهيل ..

وسأرقص على شطآن وجعكِ .. كما لم أفعل من قبل !!

...

لأنّي أحبّكِ ..

سأركضُ بين تضاريس وجهك المتناثرة كأزقّةٍ حفرها الزمن

وشوهّها العطّارون في محاولة تجميل !

سأركض منها وإليها ..

وعبثا سأحاول .. أن أجدكِ فيكِ !


....

سأنصب أرجوحتي لتتدلى بين شجرتي اللّيمون في باحة دارنا

كيدان تتضرّعان للسّماء وترجوان عفواً يضمخّكِ بـ طهر !

وسأفتح صنبور ماء نافورة بيتنا القديم

ليصبَّ في عينيكِ زلالاً جادت به واعتاد الرجوع منها إليها !

سأقطف كلّ الياسمينات التي سأجدها تتراقص على كتفيكِ كأغنية

وسأصنع منها اكليلاً يتوّج رأسكِ و يؤكّد طهركِ من أعلى قممكِ إلى أقدمِ تعاريجك !

سأخترع فصلاً خامساً للعشق يكون اسمه أنتِ

ويكون للمحبين نبراساً يضيء لهم سعادتهم .... بـ نورك !

....

سأختصر كلَّ كلمات اللّغة لتصبح اللّغة أنتِ ..

والطّهر أنتِ ..

وهم المتمسّحون بأذيال ثوبكِ علّهم ينالون بعضاً من بياضكِ !

المتمرغون بآثاركِ عساهم يلبسون المجد ثوباً فضفاضاً ليس على قياس أمجادهم الواهية !

أرجوكِ دعي أشجار النّارنج تمارس آخر صلواتها بـ خشوع قبل أن يستبدلوها .. بـ حضارة !

واتركي عطرك الطّاهر يلّف صباحات الغيوم كـ ثوبٍ أبيض قبل أن يدنّسوه بأنفاسهم الرّمادية !

...

ثمّ ..

دعيهم ..

دعيهم يمارسون كل ما علق في أرواحهم من سواد ..

كل ما تكاثف في عقولهم من ضجيج ..

دعي أيديهم تتلطّخ بدمائهم المسفوكة كـ حلم بنهاية كابوس

دعيهم لضوضاءهم ...

سيرحلون حتماً ..

سيرحلون وتبقين ...

شامخةً كـ جبلٍ يرنو إلى سهلٍ بـ كبرياء

هادرةً كـ فيضانٍ يهدم بيوت الكذب

قريبةً كـ شهيقٍ لحظةَ تنفّسِ صُبح

بعيدةً كـ مجرّةٍ تحتضن النجوم وتمارس الشّهب

دافئةً كـ لغةٍ لحظة ولادة قصيدة

نقيةً كدمعة طفولةٍ ذات احتياج!

...

سيرحلون وتبقين

أمّ الياسمين

وموطن الأفئدة

و قبلة الأرواح !


...


غيمة تهطل دمشقاً !


01/10/2007

ليست هناك تعليقات: