الثلاثاء، 20 مايو 2008

انتَبِه لكُرسيك !


كلاكيت 1 ..

المشهد الأول ..

فاجأَتهُ جلطةٌ قلبية وهو يمارس أكثر عاداته امتاعا .. الصراخ في وجه موظفيه وهو على كرسي السُّلطة !
وحين جاء الاسعاف لنقله إلى المستشفى وجدوه ميتاً ولم يستطيعوا فكّ يديه المتشبثة بالكرسي !

المشهد الثاني ..
صديقه الأصدق .. سكرتيره الأول .. ذهب ليقوم بواجب عزاءه وعاد ليحتفل مع أصدقائه باستلامه الكرسي !



كلاكيت 2

المشهد الأخير

أحبها وأحبته ولما تزوجا .. تحقق حلمه لا بالزواج منها بل بتسلمه الحُكم ولو على شخصٍ واحد !


كلاكيت 3

المشهد ما قبل الأخير !

يكتب في المنتديات .. عضو مرح أخلاقه جميلة بسيط جداً ومحبوب من الجميع .. ولما تمّ اختياره مشرفاً .. أخذته موجة السُّلطة حذفاً ونقلاً وتعديلا بسبب أو بدون .. وقام بتوجيه دفّة المركب نحو كنزه المفقود ولم يأبه حتى لو غرق المركب بمن فيه !


...

السُّلطة .. و السّعي إليها بكل الأشكال .. لعنة الكرسي التي تلاحق بني البشر منذ الأزل .. الرغبة في التحكم بالناس و اصدار الأوامر .. متعة العين بنظرات الاحترام النابع من الخوف ..

علامات مرضٍ يخترق مجتمعاتنا و يتفشى فيها كالسم الزعاف !

و العنوان واحد .. إذا استلمت كرسيّا فلا تسلّمه قبل أن تسلّم روحك .. وعلى هذا قِس الكثير من الأمثلة بدءا بأولئك الذين تسلّقوا على ظهور غيرهم ( وربما جثثهم ) حتى وصلوا كراسي السلطة في المجتمع .. مروراً بالأنموذج الانترنتي وحتى أصغر خلايا المجتمع .. الأسرة !

أما الجَزر التابع لهذا المَد .. فهو انصات وتبعية وقهر ودعاء في ظهر الغيب بردّ الظلم .. أو ثورة غالباً ما تحرق الكثير من الأشجار قبل أن تصل إليهم !


وللحديث بقية ولكن الكرسي أوجب !

مِن آثارِ الأقدامِ الّتي لم تخرج !


قيلَ للذئب " من أين لكَ بهذا الذّكاء " قال " من آثار الأقدام التي دخلت إليكَ ولم تخرج "

هنا مقتطفات من آثار الأقدام ..

- في علم النّفس البشرية هناك ما يُسمّى بالهالة أو الـ Aura , هذه الهالة الضّوئية تحدد حسب ما فهمت الحالة النّفسية للانسان,
كما تحدد التنافر والتقارب الذي يسود عند مقابلة شخص لا نعرفه أو نراه لأول مرة ,
وهو ما يسمّى بالانطباع الأوّل والذي يكون له دورٌ أساسيّ - غالباٌ - في تكوين العلاقة فيما بعد ..
قرأت كثيراً عن هذا الأمر وبحثتُ أكثر عمّا إذا كانت هذه الهالة تحيط بالحرف الذي يكتبه الإنسان في الشّبكة الافتراضية,
ولكنني لم أجد تفسيراً لتلك الشّرارت الضوئية الناتجة عن تنافر الشحنات الكهربائية لبعض الهالات ( جمع هالة ) !


- يُقال أن في الاختلاف اتّفاق .. فلكلٍّ عقلهُ وروحهُ وطريقة تفكيرهِ وأسلوب تعاملهِ ( وهنا تكثر الواوات , ولا علاقة لهيفاء وهبي بذلك ) المختلفة تماماً عن الآخرين ,
شيءٌ ما كالبصمة التي تحدد هوية الانسان أينما ذهب ,
وهنا استغربت عن ذلك الاحتجاج الحاصل إذا اكتشف أحدهم أن بصمة الآخر تختلف عن بصمته !


- قرأتُ في مكانٍ ما أنّه قيلَ لعنترة بن شداد: فيم تفوّقت على عدوّك؟، قال: بالصّبر. فسُئل: وكيف؟ فقال:عضّ اصبعي وسأعضّ اصبعك.
وفعلاً .. ولكن بعد دقيقة واحدة صاح صاحب عنترة، فضحك عنترة قائلاً: والله لو صبرتً لحظة لسبقتك الى الصياح..


- في أوروبا عندما تذهب لتقدّم على وظيفةٍ ما , يكون السؤال الأكثر حسماً لحصولك عليها هو : هل تتقن العمل مع الفريق ؟


- والعمل في الفريق في السؤال أعلاه لا يتفّق أبداً مع مباريات الدّوري المُقامة بين الفرق و التي يتمّ فيها استبعاد أولئك الخارجين عن ملّة " التجمّع " في فريق !!!


- بعضُ اللآلئ تبقى وحيدة مختبأة في صدفةٍ في قاع البحر , بينما ينشغل الصّيادون بمطاردة أسراب السّمك التي يأكل بعضها بعضاً .. وبفضِّ الشِّباك !

الخيميائي - قراءة في باولو كويلو




_في الحقيقة إن الحياة كريمة مع من يعيش أسطورته الشخصية *

قالها سانتياغو بعد ان وضع حجري أوريم وتوميم في صندوق الكنز الذي كان ينام فوقه ولا يدري , ثم رحل بحثاً عنه إلى أقاصي الأرض هناك حيث كان الموت أقرب إليه من رياح الصحراء !

هكذا تنتهي رواية الخيميائي التي أثبت فيها باولو كويلو مقدرته على الاقتراب من أكثر الأشياء التي تلامس مشاعر الانسان .. الحلم . كان هذا الوتر الذي عزف عليه منذ البداية ورغم أن ا لبداية لم تبتعد عن السرد الذي يجعل القارئ يُقبل على القراءة بنهم طمعا في ذلك الكنز الذي أخبر به الملك ملكي صادق ذاك الراعي الشاب ذو الحلم الصغير الذي لم يتعدَّ نعجاتٍ أكثر ولفت انتياه ابنة التاجر, إلا أن الحديث عن الأسطورة الشخصية الذي كان المحور الأساسي للرواية من الناحية النفسية كان يُجبر خيال القارئ على التحليق إلى ما وراء الحلم الشخصي , وربما التفكير في لحظات العجز التي يمرّ بها كل شخص في مرحلة من مراحل السير نحو الهدف !

إن قرار سانتياغو المفاجئ بالسفر إلى مصروتخليه عن عُشر قطيعه مقابل معلومات قد تساعده على ذلك جاء بداية للمرحلة التي أراد بها كويلو الوصول إلى المنطقة الأكثر اثارة في خيال القارئ ..

_ إذا وعدتَ بشيءٍ لا تملكهُ بعد , فإنّك ستفقد الّرغبة في الحصول عليه .*

هكذا بدأ كويلو بصُنع الحكمة التي امتلأت فيها سطور روايته وجعلها تُترجم على يد تاجر الزجياجيات مرة والانكليزي مرة أخرى و دليل الصحراء والخيميائي واللصوص والصحراء والريح والشمس , لينتهي أخيرا ذلك الشاب البسيط إلى فهم سرّ الكون المتلخص في الذات الالهية ..

إن كويلو إذ عالج هنا البطل الموجود في داخل كلٍّ انسان , ذلك الفارس القادر على مواجهة كلِّ شيء والاستغناء عن كلّ شيء في سبيل تحقيق ذاته فقد اقترب كثيراً من مشاكل هذا العصر الذي يجد فيه الانسان أن الأحلام صارت ضرباً من الخيال وأن تحقيقها يعتمد على مقوّمات مادية لا أكثر .. والعلامات أو الاشارات التي كانت تظهر لسانتاياغو كلّما ضَعف ايمانه بوصوله إلى هدفه , كانت مؤشراً كبيرا على تمكّن كويلو من الحبكة القصصية للرواية ,

وأخيراً فإن في الرواية وجوهٌ كثيرةٌ للحياة وجوانب أكثر من شخصية كويلو التي تضعك وجهاً لوجه مع مفكّر غربيّ اقترب من النفس البشرية حتى أدرك ذات الله !

جماليّة الرواية اقترابها من نفسيّة القارئ ناهيك عن الجولة التي تأخذها في اسبانية والصحراء المغربية حتى أهرامات مصر !




استحضارُ روحـ / ـه كـ وجه !




رفقاً بهذا القلبِ يا وجهَهُ

ودَع فرصةً للروحِ كي تستحضرَ أنفاسهُ

دعني أموتُ شهيدةً

على عتباتِ جفنهِ الأيسرِِِ

وقل لَهم لا تدفنوها

إلّا في غابةِ رمشهِ الأيمنِ !

.
.
.

وجهكَ غابةُ حناءٍ

تمرُّ بي كل طرفةَ عينٍ

تصبغني حنيناً

وتلوّن عمري بك

تخضبُ جَسَدي بنبضك

وترسمكَ وشماً في أعماقِ روحي !
.
.
.
أََ رمحانِ يتسابقانِ لِقتلي

أم هما أُفُقا ليلٍ أسودٍ

رَصَدني حوريةَ بحرٍ بهِ

و لهيبَ شوقٍ في نهارِ غيابِهِ ؟

أَ حاجبانِ أم ماردا ليلٍ عصيِّ النَّهار

متمرِّدِ الهدوءِ كــ صمت ؟!
.
.
.
أغرِقني أكثر في محيطاتِ عينيكَ

دعني أستخرجُ كل لآلئِ اللهفةِ

تلك المحاصرةُ بمثلَّثِ الرَّهبةِ

فما تجرَّأ أحدٌ على الإبحارِ حولك

ولا ذهب أحدُ طالباً كنز عينيك

إلّا وعادَ في صندوق !!

تلكَ النظرةُ الغائبةُ / الحاضرة

تخترقني كمجرةٍ للحُزن / للفرح

للغياب / للِّقاء

تدخلني عالَمَ العجائبِ

فأُصبح تارةً مجرةً

وتارةً أخرى .. قطرةَ مطرٍ حبيسةَ غيمة !

.
.
.
مصدرُ أنفاسكَ .. قيثارةُ لهفةٍ تتطاولُ فيها روحي

عودُ حنينٍ يُؤَصِّلُ الشَّوقَ في أذني

سهمٌ مصوبٌ إلى أعماقِ قلبي

يستفزُّ الذَّاكرة كلَّ .. شَهيق !!
.
.
.

نهرا الشَّوق ..

يطبقانِ على الرُّوح بابتسامة

يشعلا الجَمرَ في حرائقِ الغابات ..

هما ثورةُ بركانٍ ...

تنسابُ على كلٍ سهلٍ و واد

فتحرق ما تبقّى من حزنٍ مغروسٍ كَشَجَرة !

بتلاتُ وردةٍ تخبآنِ العطرَ

ويمنحاني قارورةَ الدواءَ السّحري

قطرةً .. قطرةً ..

قطرة !!

فأتوقُ لممارسةِ حروفي .. كــ استسقاء!

.
.
.

وجهكَ يا سيدي ..

مدينةٌ للفرح / للحب

تضيءُ ذاكرتي بك

تسكنني .. وتستوطنُ أعماقي

فأرفعُ قلبي رايةً بيضاء

وأُُعلنني جزيرةً تحملُ اسمك !!

.
.
بقلم غيمةٍ تمطره !

زجاجُ الذّاكرةِ الزّرقاء ..


أعترف ..

لا يمكن لمتمرّدةٍ مثلي دخولَ جنَّةِ النِّسيان

تأشيرةُ دخولِ ذلكَ العالمِ الورديِّ لا أمتلِكُها

فأنا أعتلي سفينةً تموجُ في بحرك

يظلِّلها قوسُ قزحٍ يطلُّ من عينيك

وأحتاجُ مئاتِ السّنين الضّوئية لأدورَ في مداراتِ كواكبِ كلماتك


أعتَرف ..

لا يمكنُ لعاشقةٍ مثلي أن تتّخذ رصيف الغياب ذاكرةً جديدةً

مليئاً بزجاجِ القلبِ المهشم تهدرُ عليه آخرَ قطراتِ دمها السري

وتمارسَ فوقه رقصةَ الموتِ الأخير على إيقاعِ طبولِ الجنون

ثم تتساقطُ فوقه ركاماً دامياً يقطن أعمقَ ثقوبِ الرُّوح !



أتدري أنّني مُذ هدرتَ دمي

أعاني كل أمسيةٍ هلعاً راياتٍ سوداء

تخفق في أعالي أنوثتي حداداً

وأنّني أرسمكَ كل ليلةٍ في لوحاتي

بفرشاةِ الشوق .. ثم أعودُ فألوِّنكَ بالأسود !

أتدري أنه في كل انتشاءٍ بذاكرةِ صوتك

يهاجمني الحزن بمخالبهِ الرّماديةِ القسوة

ليتركَ على ملامحي آثارَ اغتيالهِ لهفتي .. ذاتَ أنانيّة !

....

أتساءلُ كساقيةٍ .. كيف استطعتَ فقط

تحويلَ مساراتِ اللّهفة إلى بئرٍ مهجورٍ للذَّات ؟

وكيف لمقيدةٍ مثلي أن تخرجَ ذاك الدلو

من بين دفَّتي كتابِ المغفرة ؟

كيف وأنا أعاني الانكسار وأمارسُ آخر انتحاباتي

على شاهدة الشَّرارةِ الأولى

تريدني أن أغنيَّ بصوتٍ عالٍ للرَّبيعِ الهاربِ من شتاءِ الفقد ؟

كيف وأنا أعاقرُ الموت تريدني أن أحتضنَ يديكَ

وأنفخَ فيها تعويذةً تقينا شرّ الوداع ؟


كيف

وكيف

وكيف ...

ولماذا ..

واللّغة لم تعد تتّسع لكلِّ استفهاماتي الواقفةِ كنصبٍ تذكاريٍّ في ساحةِ الذَّاكرة !!

الأحد، 18 مايو 2008

شتا / ات






في رحيلٍ أصفرٍ كخريف ..

ونزيف ذاكرةٍ تضجّ بالـ موت في غيابٍ مـ شفقٍ للشّمس

كان لا بدّ أن تعود الرّوح لترسم على آخر محطّات الانتظار في رصيف العمر

شرياناً متجهاً صوب بحرك .. ليصبّ كلّ آهاتي في تداخلات أنفاسك ..

كان لا بدّ من دفاعٍ عمّا تبقّى من قلبي كـ أمنية

عن فرحٍ توالت عليه اعتقاداتهم كـ إثم

عن صوتٍ متهاوٍ يقارع الاحتضار في تعرجات روحك

عن لونٍ أبيضٍ يطهّر الذاكرة كـ صلاة !
...

سوف لن أنفي عنّي تهمة حيازة حبّك

ولن أنكر كل التّهم الموجهّة لعيني بلقائك كلّ حلم ...

سأرتكب اشتياقي لك كل مرّة مع سبق الاصرار وبـ تعمّد

و سأقبل سجن الانتماء إليك واللجوء إلى صدرك

سأخبرهم أني سرقت لحظات فرحٍ مؤجّل من صناديق الخوف

وقتلت حزني الهائم على وجهه .. و واريته أعماقَ همسك !

....

لا تعتقد أن اصفراري هو نهايةٌ لربيع حبك

ولا تظن أن رحيلي هو سقوط لأوراق اشتياقي لك

الأرضُ يا سيدي تحتضن الخريف ... تزرعه في رحمها كـ جنين

تصارع الزلازل والشّقوق والتصدعات ليبقى في داخلها .. نقياً كـ زلال

وتلده أخضراً حين تشرق الشّمس منبئةً بانقشاع البرد ...

...


أعرف أن حبَّنا ماردٌ سحريٌ مسجونٌ داخل قارورة المستحيل ..

ولن يخرجه دفء أيدينا مهما اشتعلنا و عشنا حرائق الانتظار

أدري أن لقائنا مدينةٌ فاضلةٌ اخترعها الحب ذات .. خيال

ولوثها الواقع كما يفعل بكل ما هو نقي !

وأعلم أن حاجتي إليك تفوق المعقول بجبال ما لها وديان

وأنك تطوقّني كـ بحر

وأننا مهما افترقنا فلا بد من لقاءٍ يمتزج فيه نورك بظلامي لينبلج الصبح !

لهذا فقط ..

أحاول أن أكتبك في عيني وطناً وحيداً للسعادة ..

وأن أقرأك في راحة يدي وريداً ينبئني بعدد قرون الغياب ..

وأن أرسمني في مخيلتك سفينة ليس لها إلّاك من ميناء ...

...

ثم يعود الرّحيل ليطرق باب الذاكرة بعنف

ويذكرني باستحالة اشتعال الثلج و تجمد النار

وامتزاج الليل بالنهار ..

يذكرني بصقيع الغربة و تكسّر الوطن ..

وبحكايا الحزن اللامتناه ..

فأهطل بملوحة المحيطات ..

و أتساقط من جديدٍ على جدران الذاكرة !!


...


التوقيع :
غيمة مالحة !

الوطن كـ مفهوم أم كـ حقيقة ؟


نحتفل بالوطن ونحب الوطن وننتمي للوطن ويأخذ الوطن جزءا كبيرا من اهتماماتنا فنحن في الكرة " وطنيون" وفي سوبر ستار " وطنيون" وفي الشعر وفي الابل وفي السباقات نحن سباقون لانتحال " الوطنية " بجدارة !!

ويدور في ذهني تساؤل لا أدري اجابته ما هو الوطن ؟ وكيف تدرك أن ذلك هو وطنك ؟ أهو المكان الذي ولدت فيه أم الذي ترعرعت فيه أم أنه المكان الأحبّ إليك أو ربما هو فقط كلمة تندرج تحت باب الجنسية في جواز سفرك ؟


وتخيل معي لو أنك ولدت في بلد وترعرعت في بلد آخر و كانت جنسيتك مغايرة للاثنين .. فإلى أين سيكون انتماؤك ؟


ومسألة الانتماء مسألة أخرى .. أنت تشعر أنك تنتمي لشيء أي أنك جزء من كل .. هذا الكل يحتويك ويضم احلامك وآمالك وطموحاتك ويحتضن خيباتك وانتصاراتك وأوجاعك وأفراحك .. فإذا كان الوطن انتماءاً فهل حققت أوطاننا كل ما ورد أعلاه ؟

ماذا لو كان وطنك مليئا باولئك الذين سخروا " وطنيتهم " و " انتمائهم " لتحطيم الوطن ولتدمير أحلامك .. ماذا لو كان الوطن لهم فقط ..

ماذا ستفعل .. هل ستجد لك وطنا آخر ؟ أم ستبقى متشردا يتيما بلا وطن ؟


وأنت ماذا فعلت لـ " وطنك " ؟

اذا كان الوطن آمنا مستقرا واستطعت العيش فيه هانئا تشدقت بالـ " وطنية " ليل نهار وتسابقت مع الكثيرين من أمثالك لاثبات وطنيتكم " بالتصويت " ..

واذا كان الوطن مهددا أو أن عيشك كان فيه ضنكا هربت منه فاراً بجلدك متذرعا باستحالة العيش في وطن بلا وطن !!


مفهوم الوطن والوطنية هذا يؤرقني حقا .. والتساؤلات تدور في ذهني كـ تسونامي هائلة ..



ماذا عنكم ؟


.
.
.

على حافّةِ قَبر !






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباحكم أمل ومساؤكم خير !


وإذا أحببتم قلت لكم " غود مورنينج " أو " هاي " أو " بونجور " وربما " بونسوار ".. فهذا هو الشائع اليوم ..
يتصل بك أحدهم فيقول " هاي " وعندما يغلق السماعة يقول " باي " وبين الـ " هاي " والـ " باي " كميات من الـ " ووردس " ( بالعربي الكلمات ) الكافية ليتجول سمعك في جميع أنحاء العالم !!

تنزل إلى الشارع وإلى الأسواق لتجد نفسك في " سوق عالمية حرة " تتسابق فيها المتاجر في اللغات فكأنك في سوق عكاظ عالمي فتجد هنا " اليجانت " وهناك " هابي لاند " وعلى الطرف الآخر " داون تاون " مقابل الـ " مارينا مول "


واذا اشتريت سيارة فأنت ترغب بأن تكون " فول اوبشن " واذا خسر فريقك تقول لهم " هارد لك " واذا قدم لك أحدهم شيئا قلت " مرسي بوكو" وربما قلت " ثانكس " أما إذا أردت شراء شيء فأنت تشتري إما " كاش " أو بالـ " كريديت " وأما اذا شاهدت حادثا فستقول " دونت ووري سيأتي البوليس حالا " وأمّا الكلمة الأكثر شيوعا والتي سنجدها قريبا في معاجم لغتنا فهي كلمة " اوكي " !!

قال الحسن البصري - رحمه الله- في المبتدعة :" أهلكتهم العجمة" .

وربما اذا قرأ بعضنا نصا كهذا تبادر إلى ذهنه ألف سؤال ولجأ إلى أمهات الكتب باحثا ومدققا وممحصا !!

عنعن الراوي على ذمته " بعد الغُطاط ذرَّت الشمس هناك حيث كان الصفيف معلقا على الحبال وحيث كان المَصُوص راقدا في اناء ينتظر امرأة الدار الحَصان لتضع لمساتها الأخيرة عليه كما تعلمت من جارتها اللِطلِط , كانت كلما انبلج الصبح تناولت الغرَّافة ورقرقت الماء على يديها ونضحت وجهها ثم قامت لتؤدي واجباتها في بيتها قبل أن يشتد الأوار .. كانت امرأة عَروبا عَيطلا صَناع تكره البِطنة والكِظّة والهَذَر ونصب الأحابيل .. حكمتها في الحياة " بئس الردف .. لا بعد نعم " .. "
( ملاحظة : النص من تأليفي جمعت فيه فقط بعض الكلمات العربية الفصحى .. فلا تؤاخذوا خطأي أو زلتي )


لغتنا العربية بحرٌ واسعٌ مليءٌ باللآلئ .. كلما غُصنا أكثر في أعماقه اكتشفنا الجمال الذي فيه أكثر وأكثر ..

دعونا نترك " التلفزيون " ونشاهد " الرائي " نقول " أناسا رفيعو المستوى " بدلا من "ناس هاي كلاس " ونأكل الـ " مثلجات " بدلا من الـ " آيس كريم "

من منا تبحّر في مفردات القرآن وأدرك عظمة هذه اللغة ..

من منا يعرف الفرق بين " أتى " و" جاء " ؟


ومن منا لا يعرف قصيدة حافظ ابراهيم


رَجَـعْتُ لـنفسي فـاتَّهَمْتُ حَـصـَاتي

*************************ونـاديتُ قَـوْمي فـاحْتَسَبْتُ حَـيَاتي

رَمَـوْني بـعُقْمٍ فـي الشَّبَابِ وليتني

**************************عَـقُمْتُ فـلم أَجْـزَعْ لـقَوْلِ عُدَاتي

وَلَـــدْتُ ولـمّا لـم أَجِـدْ لـــعَرَائسي

**************************رِجَـــالاً وَأَكْـفَـاءً وَأَدْتُ بَـنــَـاتي

وَسِـعْتُ كِـتَابَ الله لَـفْظَاً وغَـايــَة

*************************وَمَـا ضِـقْتُ عَـنْ آيٍ بـهِ وَ عِظِاتِ

فـكيفَ أَضِـيقُ اليومَ عَنْ وَصْفِ آلَةٍ

************************وتـنـسيقِ أَسْـمَـاءٍ لـمُخْتَرَعـَات

أنـا البحرُ فـي أحشائِهِ الدرُّ كَـامِنٌ

**********************فَهَلْ سأَلُواالغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي

فـيا وَيْـحَكُمْ أَبْـلَى وَتَبْلَى مَحَاسِني

*********************وَمِـنْكُم وَإِنْ عَـزَّ الـدَّوَاءُ أُسَـاتي

فــــلا تَـكـِـلُوني لـلزَّمَانِ فـإنَّني

*********************أَخَــــافُ عَـلَيْكُمْ أنْ تَـحِينَ وَفَــاتي

أَرَى لــرِجــَالِ الـغَرْبِ عِـزَّاً وَمِـنْعَةً

************************وَكــَــمْ عَــزَّ أَقْــوَامٌ بـعِزِّ لُـغَاتِ

أَتَـــــوا أَهْـلَهُمْ بـالمُعْجزَاتِ تَـفَنُّنَا

**********************فَـيَـا لَـيْـتَكُمْ تَـأْتُونَ بـالكَلِمَـــــاتِ

أَيُـطْرِبُكُمْ مِـنْ جَـانِبِ الغَرْبِ نَاعِبٌ

***********************يُـنَادِي بـوَأْدِي فـي رَبـيعِ حَـيَاتي

أَرَى كُــلَّ يَـوْمٍ بـالجَرَائِدِ مَـزْلَقَاً

**********************مِــنَ الـقَبْرِ يُـدْنيني بـغَيْرِ أَنَـاةِ

إِلَـى مَـعْشَرِ الـكُتّابِ وَالجَمْعُ حَافِلٌ

***********************بَـسَطْتُ رَجَـائي بَـعْدَ بَسْطِ شَكَاتي

فـإمَّا حَـيَاةٌ تَـبْعَثُ المَيْتَ في البلَى

***********************وَتُـنْبتُ فـي تِـلْكَ الـرُّمُوسِ رُفَاتي

وَإِمَّــا مَـمَـاتٌ لا قِـيَامَةَ بَـعْدَهُ

********************مَـمَاتٌ لَـعَمْرِي لَـمْ يُـقَسْ بمَمَاتِ


وكم نخشى هذا الموت على ألسنتنا !!

قال ابن تيمية " إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب و السنة فرضٌ، و لا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب "


أما الامام الشافعي فيقول:
" ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب "


فماذا لو سمع الامام الشافعي - رحمه الله- نشرات الأخبار والأخطاء اللغوية الفادحة وماذا لو قرأ نصا شعريا مستحدثا او سمع مناظرة أدبية على الطريقة المعاصرة أو ربما لو سمع اللهجات العربية التي ما أنزل الله بها من سلطان تتحدث الفرنسية والانكليزية والايطالية واللاتينية بطلاقة واذا قلت لهم كلمة عربية قالوا عنك " مجنون يعيش في عالم الخيال واللامنطق !!"


دعوة لتعريب ألسنتنا فهل من مجيب ؟؟!!

" سوري " ان أطلت عليكم

و " تشاو " لا تضاهيها " سي يو لايتر "



ومنكم المعذرة !

الخميس، 8 مايو 2008

يحيا العدل !!




قد يكون للموت بعد اليوم طعم آخر .. قد يحمل في طياته من الآن فصاعدا نكهة الوطن .. فاليوم هناك اختراع جديد يجعل موتك قتلا . .تضحية في سبيل الوطن وتسليحه !!

هكذا ستسمع لو تابعت محطات الأخبار فحكم الموت على 400 طفل وطفلة على أيدٍ ملائكة رحمة بثياب قتلة وبمساعدة من خيانة عربية .. لم يكن بلا ثمن .. فالأطفال كانوا يعرفون تماما قبل أن يصابوا بالايدز أنهم يضحون ببرائتهم و ضحكة عيونهم من أجل تسليح الوطن . أما أهالي الأطفال فعليهم أن يفرحوا لأن أطفالهم لن يعانوا بعد اليوم فها هو صندوق مساعدات بلغارية خاص بهم .. سيكفي مصاريف علاجهم .
.أليس ذلك بالله قمة الرحمة والعدل !!

أهناك أجمل من أن يقتلك شخص ما ثم يقدم لكَ مصاريف دفنك وتقديم عزائك ..
يحيا العدل أوروبا !

نعم سيموت هؤلاء الأطفال من أجل مجموعة أسلحة و الأهم مفاعل نووي برائحة دم سوف يجعل الليبين وأهالي أولئك الأطفال يشربون البحر !

ثم أن تقديم الحكومة الفرنسية مفاعلا نوويا لليبيا على طبق من فضة لم يأتِ من فراغ .. فالحكومة الساركوزية الجديدة تسعى إلى بسط نفوذها السياسي عبر المتوسط و انجاز نجاحات باهرة تضاف إلى رصيدها الذي يكاد يكون خاليا من النقاط !!

والتصريح الليبي بأن هذه الصفقة تمت مقابل اطلاق سراح الممرضات البلغاريات يكاد يكون مقنعا رغم الانكار الفرنسي والتشكيك الأوروبي المراوغ !!

الآن على كل دولة تحلم بمفاعل نووي فعل ذات الشيء وعلى ساركوزي التعاقد الآن مع شركات أكبر لكي يستطيع تحقيق مشروع النشر النووي في العالم المنبئ بحرب عالمية ثالثة !!

أما زيارة ساركوزي لليبيا بعد انقطاع طويل في العلاقات الدبلوماسية الأوروبية الليبية فقد كانت الورقة الرابحة التي أدخلت القذافي الحياة الدبلوماسية العالمية من جديد وبصحبة واحدة من دول الفيتو !!

ولو نظرنا إلى الثورات الغاضبة التي نظمها المجتمع الدولي لمحاولة انقاذ رقاب الممرضات البلغاريات من حبل المشنقة لرأينا العجب ..
أن تقف أعظم دول العالم لتدافع عن أربع ممرضات ضد 400 طفل لهوَ أمرٌ مثير للدهشة وما هو إلا دليل واضح على نفاق ذلك الغرب المتخفي بقناع العدل والحريات الشخصية والمساواة !

لا تحزنوا أصدقائي على 400 ربيعٍ اغتالتهم يد الشتاء ذات خيانة .. مالحة ..
لا تحزنوا وخذوا العظة والعبرة فلربما كانت الطريقة الوحيدة التي ستدخل الدول العربية من جديد في السياسة العالمية بدور غير دور المتهم !!






يحيا العدل أوروبا !!

شكرا مجلس العفن الدولي !
04 آب 2007

كلّ الكلمات أنت ..







أيّها الغالي ..

يهدهدني صوتكَ الحبيب كل صباحٍ كعصفورةِ ربيعٍ على غصنِ حنين !

حروفُ اسمي تنبعث من بين شفتيكَ أسطورةً خياليةً لحبٍ نقيٍ كدمع !

لمساتُ يديكَ الحانية تتوّجني أميرةً للجمال و مليكةً للحبّ !

تأسرني تلك البحّة الخيالية في صوتٍ كرجولاتٍ هاربةٍ من زمن الأبطال..

وتلك السنابل البيضاء التي تزين شيبَ سنواتٍ طويلة كنتَ فيها الأجمل !!

وتحملني تلك النظرات العميقة إلى مجاهل الأرض ..

لأعود بعدها مدركةً لأعمق أسرار الدنيا ..

.
.

يا كل البشر !

يا نبضاً عانقني مذ رحلت ..

يا أملاً فقدته يوم ذهبت ..

لا تزالُ تذكرني دهشةٌ امتلكتني وأنا أمام غرفةٍ زجاجيةٍ لفجيعة !

وأنا أعدُّ نبضَ قلبٍ بقلبي المتوقف عند نظراتكَ الغائبة !

وأنا أستجدي مطرا يشبهك ..

ليعانق شفاها أرهقتها توصيات صحية ... بموتٍ مريح !!

وأنا أستجدي أجهزةً صماء .. حقيقةً لا تشبه الفقد

وأنا أبحث في غرفةٍ بيضاء .. عن أملٍ بغدٍ اخضر !!

وعيناي تركضان كطفلٍ جريح نحو شاشةٍ لا تعرف الرحمة

تُظهرُ خطاً أخضر يتأرجح نحو الأعلى و الأسفل بين الألم والفرح ..

ومن ثم يتواصل كأفعى سامة امتصت آخر قطرات دم الحياة ..

كعصا أولها في شمسٍ حارقةٍ وآخرها في قطبٍ متجمد .. وأنا في المنتصف !

كمستقيمٍ موازٍ للحقيقة .. نهايته توأم نهايتي !

كــ أنا .. بدونك !!

كـ غياب حائر لحواس فقدت حواسها !!

وعينان فقدتا البصر .. ذات رحيل جماعي لأمل !!

.
.
.
هل لي يا كل أبجديتي ..

أن أعانقك اليوم كما لم أفعل مذ رحلت ..

هل لي بالبكاء أمام صورتك الحاضرة الغائبة .. كما بكيتُ ذات طفولةٍ على صدرك ؟

هل لي أن أناديك كما كنت أفعل و أحلم بنداءٍ يشبه لهفتك ..

" أي صغيرتي "

كم أشتهي ذلك النبض المتدفق من فَيكَ كشلال حنين

كم أشتهيها صخرةً تحطم كل ذاك القابع بداخلي كحزن ..

كم أشتاق قطعَ جنة حملتها يداك .. كل حنان .. كحلوى !!


.
.

أبي ..

كلُّ الكلماتِ أنت !!

نبضـ آت في الذاكرة !!










.
.



بركان البوح الثائر بأعماقي يبحث عنك

ولا زالت كل فاصلة في ثنايا النبض

ترسم عيناك في الأفق

حلما ورديا لبذرة حب زرعتها يوما بأعماقي

ولم تثمر !!

أحبك ويفصلني عنك قدرٌ لم أختاره

ومسافاتٌ لم تقررها أنت !!

أتنفسني بصعوبة وأزحف على أرض الصبر

كما لو أنني فراشة فقدت القدرة على الطيران

وأخفي على الناس ضعفي

فوحدك تدري ما أصابني

ووحدك تعلم مدى احتياجي

ويسألونني " كيف أنتِ "

وأجيب نصف كاذبة " بخير "

ترى ....

كيف أنا بدونك يا سيد الحلم ؟

امرأة تبحث عن حلم ضائع على قارعة الوجع ؟

اختارت الأكثر ألما بين حزنين أحلاهما مُرّ !!

وأتساءل ...

لماذا كان حبك أكثر خيباتي وجعا ؟؟؟

ولماذا لم تكن اختياراتي يوما بحجم أحلامي

ترى هل كنت أختار وجعي أم أنه كل مرةً يختارني ؟

ولماذا عشقت دوما النجم الأكثر بعدا ؟؟

ولماذا اخترت دوما الطريق الأطول

رغم ادراكي التام بامتلائه بأشواك الأرق !!

.
.
.

يا حبي الأوحد

الحنين إليك يغتال ذاكرتي

فما عاد لنبضي غيرك من وطـــن

صوتك يتردد في داخلي كل هنيهة

يهمي علي كهتانٍ يسقي ورودي العطشى

ثم يغيب فجأة ويتركها للموت !!

أطير فوق أسلاك حبك الشائكة كل يوم

كعصفور جريح يبحث عن بقايا دمه

او كسنونوة عائدة تبحث عن عشٍ بلله المطر !!

وأبحث في حروف اللغة عن تفسير لما أعاني

فأجدني

أمام حرقة الحاء

و بكاء الباء

وبين ألم الميم

وأنين النون !!

وأتساءل كل أرق

ترى هل تتنفسني كما أتنفسك

أم أنك اكتفيت بصورة حلم رسمناه معا ؟؟
.
.
.
.



بقلم غيـــمة لا تمطر إلا من أجلك !!


.
.

الاثنين، 5 مايو 2008

فقط .. أغلق البابَ , و امضِ !





لا تقف !!

ولا تطيل النظر

لا تسألني كيف أنا

لا تسال عن جراح تئن

ولا عن ماضٍ يحتضر

أقفل الباب فقط وامضِ

واترك للورود وقتا للرحيل !!

.
.
.
.
.
.

أرجوك !!

لا تتحسس جراحي بأسى

ولا تلمس مكان ذبحي بألم!!

لا تنظر إلى شتاتي المتناثر في الأرجاء

ولا تحاول لملمة ما تبقى من دمي على جبين الاحساس

فقط ارحل
وأغلق الباب وامضِِ!!
.
.
.
.
.

أنا !!

أنا ألف ألف أحبك

يا رجلا على هيئة حلم

يا أملا أضاء دقائق عمري

فلما رحل

لم يبق ولم يذر !!

لا تلتفت ..

فلن أركض خلفك

ولن أسألك البقاء

سأكتفي بحزن أورثته عيناك

وسأعيش على بقايا ذاكرة محترقة

خلفتها ذكراك

وكانت يوما ربيعك!!

ارحل ... !!

واترك لي حلمك

ولا تلتفت

فقط أغلق الباب بهدوء
وارحل !!

.
.
.
.
.
لا تعكر هدوء المقابر

ولا تعزف موسيقى الرحيل

فقط ..

دعِ الأمل يموت بسلام

واترك الحب يبكيه بحرقة

لا تصدر ضجيجا !!

فقط اصمت

وأغلق الباب وامضِ!!!
.
.
.
.

دموعي لن تنهمر لأجلك بعد اليوم

فقد أعلنت حدادها كبرياءا أقوى من قسوتك

وأشد ايلاما من رحيلك

وآثرت الصمت الحزين

على الضجيج الغاضب!!

لا تحزن على عيون نذرت دموعها لك

ولا تأسى على قلب أعطاك عليه المُلك

أحضر فقط ورودا بيضاء

وارمها في نهر الدم

ثم أغلق الباب على حزني

وامضِ بسلام !!!!
.
.
.
.
.


توقيع غيـــــمة تمطر رحيـــــلا !!

لا للحريّة !





في قراءة لاحدى المواقع طالعني خبر كاد أن يعصف بما تبقى لدي من رصيد الأمل ..
يقول الخبر " أن رجلا ألمانيا تزوج أخته وأنجب منها أربعة أطفال وأن القانون الألماني عرضة الآن لتغيير المادة 173 فيه من قانون الأحوال الشخصية والقاضي بعقوبة كل من يرتكب فعل زنا المحارم لمدة قد تصل لسنتين في السجن وذلك لأن هذا القانون يشكل اعتداءا على الحرية الشخصية للانسان "


وفي نفس الوقت كنت أقرأ عن زواج بالاجبار تتعرض له فتيات في دول اسلامية والغرض منه فقط التخلص من الفتاة ومصاريفها , أو ربما لأن الأهل يعرفون دائما أكثر !!

ورحت أتساءل ..


ترى ما الفرق في مفهوم الحرية بين الغرب وبيننا ؟

وهل تجاوز الغرب مفاهيم احترام حرية الانسان لدرجة أصبح معها من الصعب التقيد بأي حدودأ؟؟
أم أنها( بنظرهم ) طريقة لاباحة كل شيء في سبيل الوصول لمجتمع سليم قد جرب فيه الأفراد كل شيء واقتنعوا في النهاية ( في حال بقائهم على قيد الحياة ) أنه لا يصح إلا الصحيح ؟؟

وماذا عنا نحن حاملي فكر الاسلام وعقيدته وكل ما فيها من احترام وتقدير وحرص على حياة الانسان وحريته وحياءه ؟؟!!

إن المجتمع العربي ككل بالغ أشد المبالغة في القيود ظنا منه بأن " المبالغة في الحرص واجب " ونسي أن الشدة تولد الانحلال وأنك اذا بالغت بشد الحبل .. فلربما انقطع !!

ولكن التساؤل الذي قض مضجعي الأكثر

ألا يوجد منطقة وسطى .. ما بين الجنة والنار . تكون فيها الحرية قلادة من شرف على الأعناق !؟








أما النقطة الأخرى التي أثارت شجوني ودفعتني للكتابة فهي كون المرأة الضحية الأكبر في كلا المجتمعين !!

ففي مجتمع الحرية المطلقة .. الزائدة عن أي حد .. المرأة سلعة تباع وتشترى والثمن صورة في مجلة أو اعلان في التلفاز أو قانون يسمح بزواج بدون زواج .. وفي النهاية تبقى المرأة زوجة بلا زوج وأما بلا أطفال بدعوى احترام حرية الآخرين الشخصية !!

وفي مجتمع الحرية المقيدة .. المرأة .. حرف علة .. تعرب دوما مفعولا به وان أخطئت وحلت مكان الفاعل لاحقتها لعنات الوصف بالتحرر حتى آخر حرف تتنفسه !!


طبعا ما زال للحديث بقية ولكن ما عاد باليد حيلة !!



ربما حان الوقت لنقول " لا للحرية "

أنا و سعاد الصباح تحت المطر الرمادي






تحت المطر الرمادي وقفت أدقق في وجوه المارة ..

أبحث عن أنثى تشبهني

و رجل لا يُشبهه!!

تحت المطر الرمادي اكتشفت علاقتي مع الأشياء ..

مع الحب ..

مع الوطن ..

مع الغربة

ومع " هو "!!

اهتزت مشاعري ورجفت أصابعي وأنا في محاولة يائسة لأتفادى المطر بمظلة ..
رمادية !!!


هناك علاقة عكسية بيني وبين الأشياء ..

فكلما هربت من شيء .. اجدني في أعمق أعماقه !!

ألهذا يا ترى .. كلما هربت من الحزن .. التصق بي !!!!

هي أفكار تضاربت في عقلي ..

خفت أن توصلني حد الجنون !!

فالمعادلة صعبة ..

قصيدة بهذه الروعة لسعاد الصباح

ومطر رمادي !!!!






تحت المطر الرمادي بقلم سعاد الصباح

1 -



على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ



أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي



وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ



وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ



أنت ثقافتي...



- 2 -



الوطنُ يَتفتَّتُ تحت أقدامي



كزجاجٍ مكسُورْ



والتاريخُ عَرَبةٌ مات سائقُها



وذاكرتي ملأى بعشرات الثُقُوبْ...



فلا الشوارعُ لها ذاتُ الأسماءْ



ولا صناديقُ البريد احتفظتْ بلونها الأحمرْ



ولا الحمائمُ تَستوطن ذات العناوينْ...



- 3 -



لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ... ولا على الكراهيَهْ



ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ



ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ



لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...



فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ



وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ



انتهت مُدَّةُ استعمالها...



- 4 -



أحاول أن أرسُمَ بحراً... قزحيَّ الألوانْ



فأفْشَلْ...



وأحاولُ أن أكتشفَ جزيرةً



لا تُشْنَقُ أشجارُها بتُهْمةِ العَمالهْ



ولا تُعتقلُ فراشَاتُها بتُهمَة كتابة الشِعْر...



فأفْشَلْ...



وأحاول أن أرسُمَ خيولاً



تركضُ في براري الحريّهْ...



فأفْشَلْ...



وأحاولُ أن أرسمَ مَرْكَباً



يأخُذُني معك إلى آخر الدنيا...



فأفْشَلْ...



وأحاول أن أخترعَ وطناً



لا يجلدُني خمسين جَلْدةً... لأنني أحبُّك



فأفْشَلْ...



- 5 -



أحاولُ, يا صديقي



أن أكونَ امرأةً...



بكل المقاييس, والمواصفات



فلا أجدُ محكمةً تصغي إلى أقوالي...



ولا قاضِياً يقبَلُ شَهَادتي...



- 6 -



ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي؟



أمْضَغُ جريدتي؟



أمْضَغُ فجيعتي؟



أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي؟



ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي... وتَروُحْ؟



وبالحُزْنِ الذي يأتي... ولا يروُحْ؟



وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ



حيناً من ميناءِ ساعتي



وحيناً من دفترِ عناويني



وحيناً من حقيبةِ يدي...؟



- 7 -



ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ



المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين؟



ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...



وجهَ شراشفي؟



ماذا أفعلُ برائحتِكَ



التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي



ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي



وألوان ثيابي...



وتفاصيلِ حياتي؟...



ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي؟...



يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً



في كُريَّاتِ دمي...



- 8 -



كيفَ أسْتحضركَ



يا صديق الأزمنة الوَرْديّهْ؟



ووجهي مُغَطَّى بالفَحْم



وشعوري مُغَطَّى بالفحْم



ليست فلسطين وحدَها هي التي تحترقْ



ولكنَّ الشوفينيَّهْ



والساديّهْ



والغوغائيّة السياسيَّهْ



وعشرات الأقنعةِ, والملابس التنكريَّهْ...



تحترق أيضاً



وليست الطيورُ, والأسماكُ وحدَها



هي التي تختنقْ



ولكنَّ الإنسانَ العربيَّ هو الذي يختنقْ



داخل (الهولوكوستِ) الكبيرْ...



- 9 -



يا أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي



وإلى ثباته في وقت انهياري



كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ



والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم



لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ...



ونُمُورٍ من وَرَقْ...



- 10 -



يا سيِّدي يا الذي دوماً يعيدُ ترتيبَ أيَّامي



وتشكيلَ أنوثتي...



أريد أن أتكئ على حنان كَلِماتِكْ



حتى لا أبقى في العَرَاءْ



وأريدُ أن أدخلَ في شرايينِ يَدَيكْ



حتى لا أظلَّ في المنفى...