الاثنين، 26 يناير 2009

من داخلِ المَوت : جيرنيكا !


في ظلِّ ربيعٍ يوقدُ


فانوسَاً من أصلِ حياة

يزرعُ فوقَ الحلمِ شُعاعاً

و يُخبِّر

أنَّ الأطفالَ سُتعمّر

و ستنجبُ شجرةٌ

مدرسَةً

و سينزلُ مطرٌ أحمر

فوقَ سطوحِ الجيران

كان ..

:

و كانَ ..

حصاناً

عن أفواهِ العالم

أوراقَ التّوتِ قد أسقَط

و لم يبقَ

سوى حريّةٍ بجميعِ الألوان

تجلبُ ثوراً بقرونِ الدّنيا

و تُنظّم

ثوراتٍ كُبرى و تعمّم

أنَّ السّيفَ المكسورَ

أبلغُ من حجرٍ

بالديموقراطيّة لا يفهم !

:

و خرجَتْ تحملُ مِصباحاً

لطريقٍ يغلبهُ الجوع

نارٌ و ظلامٌ و دخانٌ

و صراخٌ من شدّتهِ

مقطوع

و آذانٌ كُبرى تتفرّج

و تراقبُ من غيرِ حراك !

:

مريمُ تحملُ عيسى و تقولُ بصوتٍ مغبون

هذا العالمُ أصبحَ ثوراً

هذا العالمُ ريحٌ و ضباب

طِفلٌ يرضعُ لبنَ الموتِ

و موتٌ يقبعُ في الأثداء !

:

رِجلٌ يُمنى تتضخّم

و أخرى باللّهبِ تكشفُ

ما بقيَ على وجهِ الماء

و مصباحٌ من سقفِ الحريّة يتدلّى

يستبدلُ الشّمسَ بقنبلةٍ

و دفاعٌ مسفوكُ العِرضِ

يُنقِذُ نسراً

و يُكافئُ عصفوراً بالقتلِ !

:

اصرخ بالأبيَض و الأسود

قد قاومَ حجرٌ اعصار

و ربيعٌ يأتي رماديَاً

لا أعدادَ و لا أصفار

قتلى كالبحرِ و أكثَر

لا تكعيبَ و لا تجريد

قد فَكَّكنا طعمُ الذُّلّ !
.
.





* اللّوحة لبيكاسو تحملُ اسم جيرنيكا ,
و هيَ مدينةٌ صغيرة تمّ قصفها بالكامل من قِبَل القّوات الالمانيّة خلال الحرب الاسبانيّة الأهليّة عام 1937
حيثُ كانَت مجزرةً هزّت العالم , كما لم تفعل غزّة !

الجمعة، 2 يناير 2009

اسرائيل , مُشكلَةُ العالم !






لم تكن لبنانُ بدايةَ مُشكلتنا مع اسرائيل و لن تكونَ غزّةُ نهايتَها , نعم نحنُ نحتاجُ موقفاًعربيّاً واحداً , موقفاً عربيّاً مختلفاً عن ذاكَ الّذي ننادي بهِ و نندّدُ بنا , و نصمُ أنفسَنا بالذّلِّ و الخيانةِ و العارِ , و نُشبِعُ حكّامنا بالاتّهامات , و ماذا بعد ؟
لا شكَّ أنَّ القرارَارتِ الحاسمةِ بأيدِي ولاةِ الأمرِ و أنَّ لديهم اعتباراتهم السّياسيّة والاقتصاديّة و الدوليّة في اتّخاذ القرارت , مع الأخذ بعينِ الاعتبارِ طبعاً النّظرة الدّوليّة للموقف العربيّ المتخاذل و الغير موحّد و الغير متوازن .
صحيفةٌ ألمانيّة تُطلقُ عنواناً " بالبونت العريض " تقول بأنّ الحكّام العربَ اعتادوا التّفرج , و نحنُ نستنكر و نغضب و نشتم و نرمي بكلِّ اللّائمةِ عليهم , و لكن هل يغيّرُ هذا شيء ؟
أينَ دورُنا نحنُ كأفراد , أينَ الشّعبُ الّذي يريدُ الحياة فيستجيبُ القدر و ينكسرُ القيد ؟ و لا أعني هُنا التمرّدَ و المعارضةَ , إنّما أنوّهُ إلى أنّنا كأفرادٍ قادرونَ على فعلِ الكثير , نحنُ قادرونَ على فتحِ عيونِ العالمِ على مُشكلتنا , العالمُ لا يعرفُ معاناتنا و لم يسبق له أن سمعَ بمشكلتنا , العالمُ يرى ما يُقدّمُ لهُ فقط على طبقٍ اعلاميٍّ مسيّسٍ جاهز , قامَ بإعدادهِ أخطبوطُ الإعلامِ الصّهيونيّ بجدارة , و نحنُ غافلونَ عن ذاكَ السّلاح الّذي ما فتأَ يوّجّهُ الضّربةَ لنا تلوَ الأخرى .
مُشكلتنا مع اسرائيل ليست مشكلةً فرديّة , على اعتبار أنّنا كعرب طرفٌ " واحدٌ " و أنَّ اسرائيلَ طرفٌ آخر , مُشكلتنا مع اسرائيل مُشكلة دوليّة , كلُّ دولِ العالمِ أطرافٌ فاعلةٌ فيها , و اسرائيل تعلمُ هذا جيّداً و تستغلّه في حين أنّنا نكتفي بصراعاتٍ داخليّةٍ داخل هذا " الطّرفِ الواحد " و نتبادلُ تُهم الخيانة !!
يجبُ أن نعي أنَّ مُشكلتَنا مع اسرائيل مُشكلة فيها العديدُ من الأطرافِ الاخرى , التي لم ترى حتّى الآن سوى شكوى اسرائيل و تظلّمها و لم تعرِف عنّا سوى الارهابِ و التطّرف و التّزمتِ و التعطّشِ للدّماءِ باسمِ الاسلام !
غزّة تحترق و الإعلامُ الغربيُّ يذكرُ ضحايا غزّة بالأعدادِ فقط , ثمَّ ينشرُ صورَ الاسرائيليينَ المتأثرينَ بجراحهم أو القتلى بصواريخ حماس , و يبكي عليهم و يُلقي باللّومِ في هذهِ " الكارثةِ الانسانيّة " على حماس و صواريخها المعدودة !
العالمُ أعمى أيها الأصدقاء , نظّارته صُنعت في اسرائيل , لا يرى وجعنا و لا يفقهُ منهُ شيئاً , العالمُ لا يعرفُ أينَ تقعُ غزّة و لا يعرفُ شيئاً عن تاريخِ الاجرامِ الاسرائيليّ في لبنان و فلسطين و الجولان , ليسَت المُشكلةُ في أنَّ اسرائيل ربيبةَ الولاياتَ المتحدّة و حسب , المُشكلةُ في أنَّ النّاسَ في الطّرفِ الآخرِ من الكرةِ الأرضيّة صمٌّ بكمٌ عميٌ عن أصواتنا بفعلِ أخطبوطِ الإعلامِ , و غفلتنا!
أفلا نستطيعُ أن نسلّطَ الضّوءَ اذن على مُشكلتنا ؟

ألا يكفي تباكياً و صراخاً و عويلاً و لنبدأ بفعلِ شيءٍ ما حيالَ هذا الصّمت العالمي تجاه حقوقنا ؟ كلُّ حرفٍ و مقالٍ و معرضٍ و نشرةِ أخبارٍ و برنامجٍ وثائقي سيكونُ لهُ الأثر , لو استطعنا ايصالهُ للعالم , يجبُ أن تعرفَ كلُّ الشّعوبِ بحقوقنا المهضومة و دمائنا الّتي أريقت منذُ عهودٍ و لا زالت , يجبُ أن تفهمَ كلُّ شعوبِ العالمِ حقيقةَ الحربِ في منطقتنا , لم يعد بوسعنا أن نحارِبَ وحدنا , فالرّايُ العالميُّ أصبحَ اليومَ مفصليّاً في حلِّ أيِّ صراع .


نقطة :

400 شهيد و الآلافِ من الجرحى , و لا زالَت اسرائيلُ في نظرِ العالمِ بموقفِ المدافعِ عن نفسه !!