الخميس، 27 نوفمبر 2008

كَمن/جَات !








صباحي يتقطّرُ بكَ ,


يتكاثفُ كـُ حبّاتِ المطرِ الهاربِ في يومٍ صيفيٍّ شديدِ الحرّ ..


ثواني الدّهشة , تحتلُّ ايماءاتِ وجهي , لتخلقَ لغةً جديدةً للفَرَح ..


ابتسامتي أنت ,


و ادراكي لتفاصيلِ ارتباككَ امامَ عينيّ الناطقة بك , يُبعثرُ الغيمَ و ينثرني بينَه ..


لا تحاول القبضَ على رجولتكَ المتبعثرةِ أمام طغيانِ العشقِ الممتدّ بتفاصيلي,


لأنّك ستدركُ أنّ روحَك ثائرةٌ لا محالة على قضبانِ جَسَدك .




محاصرةٌ أنا بك


ممتلئةٌ بك


مورقةٌ بِك


معشبةٌ


ممطرةٌم


تأججةٌ


مزروعةٌ


مهاجرةٌ


منفيّةٌ


بـــــك !




:




وريدي يلفُّ كتفيك , يسكنُ النّبضَ الهائجَ في عروقِ يديكَ ..
و أوردتُكَ تُزَ نِّرُني , تسكنُ الشّهقةَ المتمرّدةَ في جَسَدي ..
ليسَ وحدَهُ الدّم يجمعنا ..
ولكنّه وحدَهُ من يُبعثِرنا ..




:




لماذا يتناسلُ الكافُ بأيجديّتي , ليسكنَ فضاءاتِ الـ أنا , المُتَقَمَصَّةِ بِك ؟
أفتحُهُ بِدَهشَتي , وتكسِرهُ أنتَ بِها ..
وعَبَثاً أنهالُ بأرقِ الذّاكرةِ على طيفكَ , فلا أهدمُ إلا ذاكِرَتي بدونك ؟




:




مُترفةٌ أنا بِك , تمارسني ارستقراطيّاتُ الحبِّ مُعُك , و تعتَنِقُني شُعوبُ الشّوقِ الكادحة في اللا غيابـ / ك..



مدّثرةٌ أنا بصوتِكَ القادمِ من ملايين القُبَلِ الضَوئيّةِ حيثُ لهفتِي المُشتعلةِ بمراكبكَ, و حرائقكَ المُتَلهفّة بمراكبي ..



متوسّدٌ أنتَ بحنيني لِصَدرك , تُشعُّ باقترابي كعناصرِ الشّمسِ, لنلتقي على الجسور الأبديّةِ لاحتضارتِ الغيابِ البارد ..



متدفِّقٌ أنتَ بي , تعانقُ محبرتُكَ أبجديّتي , لترسَمَ بي , جناحانِ و أغنية , و سواحلَ نائيةً إلا عنك !



مغرورقةٌ أنا بدمكِ , يهطلُ شوقي لمُعانقتِك , و شفاهُ الأرقِ تطبعُ قُبلةً على جبينِ المسافاتِ المحترقةِ بِنا / بيننا .



غارقٌ أنتَ بتفاصيلِ صوتي , المتزيّنِ بك , يلفُّك شالاً أزرقاُ على عُنقِ البُعد ,




و يموسقني [ لا ] على سُلّمِ أحلامك .






:




تعزفُ على أوتارِ الرّغبة الحيّة , لتجعلَ غروري بكَ , متطاولَ اللهفة , متوازيَ الفرحِ والأرق ..



ضحكاتنا معاً تورقُ كـ آذار , و تذوبُ بينَ أيدينا كمربّعاتِ السّكر في فنجان شاي الصّباح ..



من شراييني تقطفُ حنينكَ المتقّد , ومن أجزاء يديك , أشتمّ رائحة نيسانَ الملتحفِ بارتعاشاتِ الشّمال حينَ يعانقُ الشّمس !



وحينَ تُفاجئني عينيكَ , و أنا أطلق رئتيّ كحمامتان بيضاوانِ فوقَ صدرك , ينكمشُ الرّبيع , و تتحوّلُ الأوراقُ إلى سحابة !



يا سيّد الياسمين و الكرز و عناقيد العنب ..



اللغةُ تتماهى بين أصابعي حينَ تعبرني عيناك , الحرفُ ينفردُ بي , فيوقظَ في داخلي ألف أميرةٍ نائمة ..



طيفكَ يطاردني حتّى مشارف الحلم , يسوّر قلبي بالموج , فتولدُ في داخلي ألفُ ثورةٍ بكَ / معكَ / لأجلك ...



و اشاراتُ الاستفهام تطوّقُ جيدي الممهورَ بك :



كيفَ أشربُ الغيماتِ و أهطلكَ نوراً يعانقُ قوسَ قزح ؟



كيف أرتدي أشجارَ الكستناء , و أمارسُ ايماني بكَ في ليلةِ رأسِ السّنةِ القلبيّة ؟



كيفَ أتلحّفُ بالمرجانِ , وأموت معكَ بسكتةٍ عشقيّةٍ طاغيةِ في العُمق ؟



وكيفَ يصبغني الشّفقُ في صباحِ التّوت الذي تنثرهُ فوقَ وجهي ؟






:




مساءُ البرتقال , أيّها الرابضُ عند مدخلِ حديقتنا, تراقبُ عصافير السّمان التي جاءت تشي بالرّبيع لضفائري ..




مساءُ شقائقِ النعمان ,تتعالى لتلامسَ يديّ المارّة ذات صدفةٍ كاذبة قربَ حدائقِ روحك ..




مساءُ قوسِ فرَح , يحلّلُ أرقي بك , إلى سبعةِ ألوانٍ للسّهر و يرسمُ ضحكتي المورقةَ بك , أغنيةً جامحةً بلون الندى العالقِ على شفاهِ الشّوق .






.مساءُ الغيماتِ الزرقاء , و السّماءِ ذات الشّفق , و النّوارسُ تحملُ في أفواهها , بعضاً منّي إليكَ , فتحتضنه !




:




ومَن قالَ بأنَّ خَصري لَن يُعلنَ اللّيلةَ العصيانَ علَيكَ ؟




أيّها المتزيّنُ بشوقي , المغرورُ بذاكرتي تختزنُ رائحتك ,




المختالُ بأهدابي تُغطّي جبينكَ فتشعرَ بالدّفء




.يا أَنت ..




رسائلُ الفرحِ ما كتبتها أزهارُ المشمش في نيسانِ مدينتا إلا لك , و سنونواتِ اللهفةِ المهاجرة لم تبني أعشاشَ العودةِ إلا لتحتضنَ أوردة يديك ..




يداكَ جذعان للفرحِ و الأرق , عليهما تتسلّقُ طفولتي , لتقطفَ بعضاً من حلوى , استرقها تطاولُ الوقت .




فاترك للشّمس يا سيّد الحزنِ المعتّقِ , مهمّة مراوغةِ الظلِّ المُلقى فوقَ رأسي , و عانق بيديكَ مجرّات الدّهشة , أعدك , ستسمعُ رفرفةَ السّعادة الحُرّة !




أتوقنُ حقّاً , ماذا أكتب , ولماذا أكتب , لا عليك , المهم فقط أن تفتح يديك الآن و تغمضَ حزنكَ , وتتركَ التّعب ملقىً على عتبةِ ضفائري , و تأتي لاحتضانِ شوقي هذا المساء .






:




لتكن يداكَ حضننا الدّافئَ هذهِ اللّيلة , لا تفعل شيئاً آخر سوى أن تلامسَ أطرافَ فرحي ..

لا تعتقِد بالفُراقِ و نجمةِ الشّمالِ و وجهِ الحبِّ الأزرقِ الّذي يجلبُ الحظّ , دعكَ من أشيائيَ المرميّةِ في صوتي و ألبِسْنِي يديكَ !

تنقّل بينَ أضلاعي , مرّر شفتيكَ على ظنّي و أثبت لي اثمهُ إذ يعتقدُ بأنَّ دفئاً آخر سيحملُ إليهِ الشّمس ..

ابدأ بالقراءة و سأتّتبّعكَ قُبلةً قُبلَة , إن واجهكَ اسمي , لا تتوقّف .. أكمل و سأتظاهرُ بعدمِ رؤيتي للمطرِ على صدرك , سأكتفي بأن أقولَ أنّني نسيتُ مِشبكَ يديكَ على شعري و أنشغلُ بتعديله !

هلّا أغلقتَ النّافذة ؟

أخافُ أن يطيرَ قلبيَ بجناحي صوتكَ فتفقدَهُ و أُمضِي أَنا ليلَتِي بلا حُنجرَة !

حين تبتسم أُدركُ انَّ اللّيلَ فشلَ في سرقةِ انتباهكَ عن اسمكَ المعلّقِ على جيدي ,

ثمّ ..

كيفَ تزرعُ الصّمتَ على شفتيكَ في ذاتِ الوقتِ الّذي تقولُ فيهِ كلَّ الكلام ؟

و كيفَ تستطيعُ استخراجَ ثرثرةِ اللّهفةِ من داخلي دونَ أن أقولَ شيئاً ؟

نقطةُ الصّمتِ تلكَ الّتي نتوقّفُ عندها سويّةً في ذاتِ اللّحظة , لا تعني فقط تآمرنا على رغبةِ الوقتِ و وقتِ الرّغبة , بل هي أيضاً فواصلُ انقطاعٍ نمارسُ فيها التّنفّسَ سويّاً خارجَ حدودِ الكلام !