الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

قنديل ثانٍ : تجين نموت !


القنديل الثّاني , تجين نموت !

سوف نلتقي ؟
تقولُها و عيناكَ باردتانِ مثلَ دمعي , و الحزنُ على شفتيكَ يضطرب ,

اليأسُ في حنجرتك يتلعثَم !

أترانا نلتقي ؟

و تترقرقُ الوعودُ على عنقينا , و نحتضنُ المضطرمَ من جُرحيَنا ,

و ترفرفُ على خُطانا أجنحةُ العصافيرِ إذ يضيقُ الأفقُ فتعتنقَ جرحَ طاحونةٍ قديم !

و نتلو قصّةَ السّنا الموعودِ في موتِنا و نعيشُ ارتماءَ الموتِ العميقِ

كما أوّلَ شهقةٍ تُخرجُ الماءَ من رئتينا !

كما أوّلِّ ماءٍ يخرجُ الشّهقةَ من رئتينا !

و نموت ... !

و تخبو الشّموعُ , و تدورُ الظّلالُ حولَ جسدينا ,
و أهفو إليكَ و أنا أعلمُ أنّكَ سبقتني بشهقةٍ واحدة , و تبتعتكَ بألفِ شمعة ,

يكادُ حزني يمّزقُ صدري , و يهفو إلى عينيكَ البعيدتينِ كالصدى في النّجوم ,

و تنحلُّ الغيوم ,

و تنثرُ الريحُ ترابَ الوجعِ على ذاكرةِ الارضِ الملأى بأصواتنا ,

و يبلى كتابٌ ذابلٌ يطلُّ فيهِ وجهي من بين السّطور , و تنفضُ عنهُ أنفاسكَ غفلةَ الأزمنةِ الهاربة ,

و نعقدُ قرانَ اللّقاءِ الاخير , على قبضةِ الأحلامِ المُستقيلة , و نسترجعُ بدمعتينِ صامتتينِ :

شُعاعَ اللّهفةِ الأول على شفتي

و سِترَ الموعدِ المفقود ,

يمزّقُ تحتَ سقفِ الليلِ صحارى من ليالي البُعد

يسدُّ عليَّ بابَ الوحدةِ الموصود

فألقاكَ و تلقاني

و ما غادرتُ أسراري

و لا فارقتَ ذاكرتك

و نتذكّر ...

لهفةَ العشاقَ مصابيحَ السّماء

تقاومُ سطوةَ الرّماد , تنثرُ الضّوءَ بينَ أشباحِ السّحاب

و جدولٌ ينسجُ من أوردةِ الحنينِ

شراعَ سفينةٍ زرقاء

تحرّكها زفراتُ الرّغبةِ الحرّى

و ترسو على جبينِ البعدِ لو سِرّا

فيُصبحُ صوتُ خافقهم ,

ناقوسَ الحبِّ الّذي يأتي

يعرّي رغبةَ الموتِ و يقتلُ خوفَهُ الاعمى !

من وحيِ هذهِ القصيدة , كانَت عصفورةٌ صغيرة ,نبتَ على جناحيها غصنُ ليمون ,
أهداها حرفينِ و أغنية , و كانت هذهِ الورقة !
شُكراً أكرم .
الضّوء :

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بحجم الكون يا منال


شكرا ً لك ِ

حروفي مظلمة جدا ً أمام قنديلك


لك الود والورد


أكرم التلاوي